ان منداد هيي يقول :" كل نفس تسال عن اعمالها لا تشارك نفس نفسا ولا تتحمل نفس نفسا وكلهم يومئذ منخطفون هالكون عن هالكين مشغولون لا يلتفتون ولا يلقون السلام ولا يستطيعون الكلام مثلهم مثل ناصورائي ترك تعاليم الحي وسار في طريق الظلام هؤلاء ايضا في الظلام يقعون يسال بعضهم بعضا الى متى هم في عذابهم مقيمون" .
في هذا الحديث التربوي المبارك نتعلم درسا من دروس المعرفة الربانية في كتابنا المقدس الكنزا ربا ( م) .. حيث يقول ( كل نفس تسال عن اعمالها لا تشارك نفس نفسا ) وهذا هو الحساب في ميزان الاخرة بعد ان تفارق النفس عالمها المادي جاءت للامتحان فيه تغادره لتاخذ معها حقيبة اعمالها اعمال هذه الدنيا لتخضع لسؤال عن اعمالها في عالم الحساب ثم تمثل امام الديان وصاحب الميزان .. من يبلغ عنا ابنائنا اننا غارقون في الديجور وان اعيننا لا ترى النور وان ابواب الظلام موصدة علينا منذوا دهور في الليل والنهار يسالوننا جميعا ويقطعوننا تقطيعا كل يوم توضع اعمالنا امام اعيننا ونسحب من ارجلنا لنحدق فيها عملا عملا ثم لندفع عنها العذاب بدلا .
يتضح من هذا النداء المؤلم الذي تنادي به كل الانفس التي تمثل للحساب ان نرفع اعيوننا صوب ابائنا لنطلب لهم الرحمة .. وهنا سؤال يطرح نفسه ؟؟. هل ان الانفس التي في عالم الحساب بعد وفاتها لها علاقة او صلة مع عالمنا المادي .؟ للجواب على هذا السؤال تتحدث الوصايا ..
( من احب موتاه فليطلب لانفسهم الرحمة واقيموا عليها الصلاة والتسبيح واقراوا الابتهلات واقيموا مسقثا الرحمة من اجلها عند ذلك يسير الضياء امامها وياتي النور وراءها ورسل الحي عن يمينها وملائكة النور عن شمالها فتنجوا من مطراثا ومراجل النار ) اذا ...
نداء الوصايا يحثناء ويعظنا ويفتح ابصارنا بان نترحم لنرحم موتانا وان نصلح في انفسنا حتى لا نكون على ما كان عليه اباؤنا .. وهذا نداء اخر ينادي به من وافهم الاجل .. ( من يقل لاولادنا ان لا يسلكوا الطريق الذي سلكناه، من يقل لهم ان لا يفعلوا ما فعلناه من يقل لهم ان لا تهلكوا انفسكم فتدخلوا الظلام الذي دخلناه ) وهذا نداء اخر يوصينا بان نصحوا من غفوة الحياة ومغرياتها وعلينا ان نبدا بداية جديدة اساسها العهد
ولكي نرحم اموتنا علينا ان نقيم اليهم الصلاة والتسبيح ونلاحظ ان الصلاة تسبق التسبيح فهي اكبر درجة والتي من خلالها يبين الانسان طاعته للخالق (م) اما التسبيح فهو التوسل والرجاء ثم الدعاء .. والصلاة هنا طلب قبول الطاعة لمن وافهم الاجل لانها فرصتهم الوحيدة في الحياة والامل بمن هم في هذه الدنيا _e1يرفعوا الرحمة .. اما الابتهالات فهي طقوس طعام الغفران ( اللوفاني ) والصدقة المباركة ( زدقا بريخا
ويغلفها طقس المسقثا المبارك والذي به تحصل الانفس على غفران الخطايا وتخلص من العذاب الاليم ولذلك سيسير الضياء امامها والنور من خلفها ورسل الحي عن يمينها وملائكة النور عن شمالها فتنجوا من مطراثا ومراجل النار .