{{ من الوصايا والنواهي}}
فاروق عبد الجبار عبد الإمام
في مقالاتٍ سابقةٍ ، تطرقت الى موضوع النواهي بإعتباره واحدٍ من المواضيع العديدة التي أمرنا فيها نبينا الكريم (يحيى) {ع} أ ن ننتبه اليها ونوليها الإهتمام .
النواهي إنما تصدر من القوي المقتدرالى الضعيف المتلقّي، الغاية منها ؛تحذير وترهيب وتذكير بما يمكن أن يصاب بـه كلّ من لا يلتزم بهذه الاوامر ، فهي حث على إلتزام جادة الصواب والإبتعاد عن المعصية لئلا تكون العاقبة العذاب الدائم .
من هذه النواهي ما ورد في النصالحادي عشر{لا تزنِ فيثبت عليك العقاب ، لا تسرق فتحلّ عليك اللعنة ،لا تنفخ بمزمار الشيطان فتصبح وقودا" للنــار . }}
ثلاثة أوامر، ثلاث وصايا ، ثلاثة تحذيرات متعاقبة ، متتاليةوكل واحدمنها يشير الى ما لا يحمد عقباه ، ثلاثة نواهٍ ما كان لها ان تكون إلا لأمرٍ جللٍ ، أمرٍ خطيرٍ ؛ فالنهي الأول _ لا تزنِ _هـو البداية للآخرينِ-لا تسرق-لا تنفخ- ؛ فالأول الثلاثة *الزنـى* والملاحظ إن الكثير من نصوص دراشة يهيا*مبرخ ومطروس* تتحدث عن الزنى بإعبتباره أول الموبقات ،بل أنه أول النواهي وأشدها عقوبة وأكثرها مقتا" لما تنطوي عليه من مخالفةٍ لأشد المحرمات؛ لذا ستكون العقوبة الأشد والأقسى،فهي أقصى عقوبة يمكن أن توجـه لمن يقترف مثل هذا الذنب .
لا شك في أن للزنى مساؤه الإجتماعية والأخلاقية في زمنٍ كان من العسير إثبات عائدية المولود فلا حامض } د . ن أج} ولا فحوصات الدم، بل كانت العفّـة والإبتعاد عما يمكن أن يشوب العلاقات الزوجية .
لكلِّ عملٍ يصدر عن البشر مـا يثاب عليه أو يجازى بـه؛ فإن عملنا حسنا" فالثواب هو هو الأجر ، وإن سيئا" فالعقاب هو الجزاء،؛ لذا نجـد العقاب أشد قسوة وأكثر ديمومة وكأنه شيء مهما حاولنا أن نزيله سبقى ملتصقا" بنا ! > لا تسرق فتحلّ عليك اللعنة <قد تكون السرقة إحدى الآفات التي يمكن أن يتعرض لها أيا" منّـا ، وقـد يمارسها البعض هواية وتحديا" للآخرين غير عابئ بالمخاطر التي يمكن أن يتعرض لها ، غير مكترثٍ لما قد يواجهه من عقوباتٍ جرّاء عمله المشين هــذا ؛ السرقة هي السرقة
إن بدأت بفلس يخص الغير أ و بمليار ؛ فيس ثمة من يفرق في اللفظ بين سارق الفلس وسارق الوطن ! لانه*سارق* لص*حرامي* علي بابا*مختلس؛ لذا رغم إختلاف التسميات فالمعنى واحـدلكن تبقى تسمية العقوبة حق لمن له إنزال العقوبة .>حسب أعتقادي< إن اللعنة هنا تعتبر أشد أنواع العقوبات لم لا يمسك متلبسأ بالجرم المشهود فيفلت من العقاب الأرضي الوضعي لكنه لن يفلت من العقاب السماوي الرباني .
*لا تنفخ بمزمار الشيطان؛ فتصبح وقودا" للنار *ولربّ سائل يسأل :أ وهل للشيطان مزمار ! أقول نعـم
له مزمار واحدلكن لهذا المزمار مليون نافخٍ ! ولم العجب وبإعتقادي ان المقصود بــ المزمار هو الإشاعة ! نعم الإشاعة التي يراد من خلالها التشويه والحطّ من الآخرين أو تشوية صورة ما إستنادا" الى قول مشبوه اطلقه من لم يصن لسانه فأطلقها دون ان يعي بل انه زيّنها بأن زادها وحرفها بما يتناسب وطبعه اللئيم ،دون أن يدرك انه بعمله هذا سيكون وقودا" للنار .
لا أقول حكما" ولا ادعي ذلك ، لكن علينا ان نتوخى الحذر ونصون لساننا ونتذّكر المثل القائل {لسانك حصانك ان صنته صانك وإن خنته خانك } او نتذكر البيت الشعري القائل { لسانك لا تذكر به عورة امرءٍ فكلك عورات وللناس السن }}
ياربِّ قـِنا عذاب الأرض والسماء وأخلِّ ضمائرنا مما يثقلها واجعل ليالينا هانئةً خاليةً من الشكِّ فيما سيكون عليه الغد؛ فاللحظة التي نحن فيها الآن ملك لنا لكن ما بعدها سيكون ملكا" لك وحدك ، ولك ان تقرر أتمنحها أم تمنعها ، نحن رهـن إشارتكفإن أومأت سنأتي اليك صاغرين طائعين وإن أشحت ولو لوهلة واحدةسنكون شاكرين ممنونين .. لك ندعــو ولعطفك نرجــــو
والحي المزكّي للأعمــال والنيّات