ترتكز الديانة المندائية على خمسة أركان هي:
*التوحيد
(سهدوثا اد هيي) و هي الاعتراف بالحي العظيم (هيي ربي) خالق الكون حيث جاء في كتاب المندائيين المقدس كنزا ربا { لا أب لك و لا مولود كائن قبلك و لا أخ يقاسمك الملكوت و لا توأم يشاركك الملكوت و لا تمتزج و لا تتجزأ و لا انفصام في موطنك جميل و قوي العالم الذي تسكنه}
*التعميد
التعميد أو الصباغة (مصبتا) يعتبر من أهم أركان الديان المندائية و هو فرض واجب ليكون الإنسان مندائيا و يهدف للخلاص و التوبة وغسل الذنوب و الخطايا
و التقرب من الله. و يجب أن يتم في المياه الجارية والحية لأنه يرمز للحياة و النور الرباني. و للإنسان حرية تكرار التعميد متى يشاء حيث يمارس في أيام الآحاد و المناسبات الدينية و عند الولادة و الزواج أو عند تكريس رجل دين جديد. و قد حافظ طقس التعميد على أصوله القديمة حيث يعتقد بأنه هو نفسه الذي ناله عيسى بن مريم ( المسيح) عند تعميده من قبل يحيى بن زكريا (يوحنا المعمدان).
*الصلاة (براخا)
و هي فرض واجب على كل فرد مؤمن يؤدى ثلاث مرات يوميا ( صباحا و ظهرا و عصرا) و غايته التقرب من الله. حيث ورد في كتابهم المقدس {و أمرناكم أن اسمعوا صوت الرب في قيامكم و قعودكم و ذهابكم و مجيئكم و في ضجعتكم و راحتكم و في جميع الأعمال التي تعملون }
و يسبق الصلاة نوع من طقوس الاغتسال يدعى (الرشما) و هو مشابه للوضوء عند المسلمين حيث يتم غسل أعضاء الجسم الرئيسية في الماء الجاري و يرافق ذلك ترتيل بعض المقاطع الدينية الصغيرة. فمثلا عند غسل الفم يتم ترتيل ( ليمتلئ فمي بالصلوات و التسبيحات) أو عند غسل الأذنين (أذناي تصغيان لأقوال الحي).
*الصيام و له نوعان
الصيام الكبير (صوما ربا) و هو الامتناع عن كل الفواحش و المحرمات و كل ما يسيء إلى علاقة الإنسان بربه و يدوم طوال حياة الإنسان. حيث جاء في
كتابهم { صوموا الصوم العظيم و لا تقطعوه إلى أن تغادر أجسادكم، صوما صوما كثيرا لا عن مآكل و مشرب هذه الدنيا .. صوموا صوم العقل و القلب و
الضمير}.
الصيام الصغير و هو الامتناع عن تناول لحوم الحيوانات و ذبحها خلال أيام محددة من السنة تصل إلى 36 يوما لاعتقادهم بأن أبواب الشر مفتوحة تكون
عندها مفتوحة على مصراعيها فتقوى فيها الشياطين و قوى الشر لذلك يسمونها بالأيام المبطلة.
*الصدقة (زدقا)
و يشترط فيها السر و عدم الإعلان عنها لأن في ذلك إفساد لثوابها و هي من أخلاق المؤمن و واجباته اتجاه أخيه الإنسان. حيث جاء في كتابهم {أعطوا الصدقات للفقراء و اشبعوا الجائعين و اسقوا الظمآن و اكسوا العراة لان من يعطي يستلم ومن يقرض يرجع له القرض} كما جاء أيضا { إن وهبتم
صدقة أيها المؤمنون، فلا تجاهروا إن وهبتم بيمينكم فلا تخبروا شمالكم، و إن وهبتم بشمالكم فلا تخبروا يمينكم كل من وهبة صدقة وتحدث عنها كافر لا ثواب
له}.
يتجه الصابئة المندائيون في صلاتهم و لدى ممارستهم لشعائرهم الدينية نحو جهة الشمال لاعتقادهم بأن عالم الأنوار (الجنة) يقع في ذلك المكان المقدس من
الكون الذي تعرج إليه النفوس في النهاية لتنعم بالخلود إلى جوار ربها, ويستدل على اتجاه الشمال بواسطة النجم القطبي.
اللغة
ان المندائيون لديهم لغة خاصة بهم تسمى اللغة المندائية. واللغة المندائية يرجعها او يصنفها اللغويون (علماء اللغة) بانها لهجة ارامية شرقية. ويقصد بالشرقية بانها من الاصل من وادي الرافدين. وهي اقرب اللهجات الى الارامية الام.
واللغة المندائية هي اللهجة الوحيدة من اللهجات الارامية التي بقيت محافظة على اصولها وقواعدها ومعاني كلماتها .. كونها اصبحت لغة دينية مقدسة اولا، وكونها لغة مغلقة ثانيا.
وتتالف الابجدية المندائية من 23 حرف، وتكتب من اليمين الى اليسار، وهي غير منقطة ولا تعرف الحركات وانما تندرج في متن الكلمة .. وتنقسم اللغة المندائية الى قسمين حالها حال بقية اللغات الاخرى:
الرطنة: وهي اللهجة المحكية أي العامية وهي متاثرة باللغات الاخرى واللهجات الاخرى مثل العربية والفارسية
الفصحى او لغة الكتب الدينية: وهي اللغة الاصلية التي كتب بها كل التراث المندائي الديني، ولم يمسها التطور مثل باقي اللغات الا قليلا وذلك لانعزال المتكلمين بها .. واللغة المندائية الان معتمد الباحثين لدراسة اللغات القديمة المجاورة الاخرى. ولايفوتنا ان نذكر ان عدد قليل جدا من المندائيون يتحدثون هذه اللهجة (الرطنة) الان وخاصة الذين يسكنون اهواز ايران.