السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اخوانى اخواتى فى الله الكرام اهلا ومرحباً بكم يا اصحاب وجوه الخير وقلوب المحبه لله عز وجل .
موضوع اليوم هو استكمال لبعض سيرة ام المؤمنين عائشه رضوان الله عليها و
لأن الموضوع فى غاية الاهميه سأبدا الان ولا ارى هناك داعياً للتقدمه لهذا الموضوع.
لقد كانت عائشه رضى الله عنها تحتل مكانه عاليه فى قلب الحبيب صلى الله عليه وسلم
يقول الأمام الذهبى عن مكانتها و منزلتها عند النبى صلى الله عليه و سلم :
فما تزوج بكراً سواها واحبها حباً شديداً وكان يظهر هذا الحب حيث ان عمرو بن العاص وهو قد اسلم سنة ثمان من الهجره سأل النيى صلى الله عليه وسلم : أى الناس احب اليك يا رسول الله ؟ قال ( صلى الله عليه وسلم ) : عائشه. قال عمرو بن العاص رضى الله عنه : فمن الرجال ؟. قال صلى الله عليه وسلم : ابوها .والحديث متفق عليه واخرجه البخارى (7/19) (3662)
وهذا خبر ثابت على رغم انوف الروافض
وما كان صلى الله عليه وسلم ليحب الا طيباً
وقد قال صلى الله عليه وسلم : لو كنت متخذاً خليلا من هذه الأمة لاتخذت ابو بكر خليلا ولكن اخوة فى الاسلام افضل -صدق الصادق المصدوق صلى الله عليه وسلم .
فأحب صلى الله عليه وسلم افضل رجلا من امته وهو سيدنا ابو بكر الصديق رضى الله عنه وكذلك احب افضل امراءة من امته
فمن ابغض حبيبى رسول الله صلى الله عليه وسلم فهو حرى ان يكون بغيضا الى الله ورسوله .
وحب رسولنا صلى الله عليه وسلم لعائشه رضى الله عنها كان امراً مستفيضا الا تراهم كيف كانوا يتحرون بهدياهم يومها تقرباً الى مرضاته
وعن عائشه رضى الله عنها قالت : قلت يا رسول الله مَن مِن ازواجك فى الجنه ؟ قال صلى الله عليه وسلم : اما انك منهن ..قالت : تخيل الى ان ذاك لانه لم يتزوج بكراً غيرى اخرجه الحاكم (4/13) و صححه و وافقه الذهبى .
وعن عائشه رضى الله عنها عن النبى صلى الله عليه وسلم قلت يا رسول الله من احب الناس اليك قال : ولما ( اى لماذا) قلت : لأحب ما تحب ، قال صلى الله عليه وسلم : عائشه (رواه الطبرانى واسناده حسن ).
وعن عائشه رضى الله عنها قالت دخل على رسول الله صلى الله عليه وسلم وانا ابكى فقال : ما يبكيك ؟ قلت سبتنى فاطمه فدعا فاطمه فقال : يا فاطمه سببت عائشه ؟ ..قالت رضى الله عنها : نعم يارسول الله قال : اليس تحبين من احب ؟؟ ..قالت : نعم .. قال : وتبغضين ما ابغض ؟ .. قالت فاطمه رضى الله عنها : بلى ..قال صلى الله عليه وسلم : فانى احب عائشه فأحبيها ..قالت فاطمه : لا اقول لعائشه شيئاً يؤذيها ابداً رواه ابو يعلى والبزار - الهيثمى فى المجمع ( 1/153)
وعن ابو موسى ان النبى صلى الله عليه وسلم قال : كَمُلَ من الرجال كثير ولم يَكمُل من النساء الا آسيه امراءة فرعون ومريم بنت عمران وخديجه بنت خويلد وان فضل عائشه على النساء كفضل الثريد على سائر الطعام .صحيح البخارى(3411)الترمذى (1834) وابن ماجه(3280) وفى البدايه لابن كثير (3/129)
وعن عائشه رضى الله عنها ان رسول الله صلى الله عليه وسلم ذكر فاطمه -رضى الله عنها -قالت :فتكلمت انا فقال : اما ترضين ان تكونى زوجتى فى الدنيا والاخره ؟؟؟ ..قلت : بلى والله .. قال صلى الله عليه وسلم : فأنتى زوجتى فى الدنيا والاخره ( اخرجه الحاكم 4/10 )
ويا لها من صفحه مباركه ترسم لنا ادب الصديقه بنت الصديق رضى الله عنهما توضح لنا مدى حبها للحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم
عن عائشه رضى الله عنها قالت : قال لى رسول الله صلى الله عليه وسلم انى لأعلم اذا كنت عنى راضيه واذا كنتى عنى غضبى ,قالت فقلت : ومن اين تعرف ؟؟؟؟ فقال صلى الله عليه وسلم : اما اذا كنتى عنى راضيه فانك تقولين : لا ورب محمد ، واذا كنتى غضبى قلتى : لا ورب ابراهيم ..قالت : اجل والله يا رسول الله ما اهجر الا اسمك ,متفق عليه واخرجه البخارى (5228)
ومغاضبة عائشه للنبى صلى الله عليه وسلم هى مما سبق من الغيره التى فطرة النساء وقد قال رسولنا الحبيب صلى الله عليه وسلم ( ماتدرى الغيراء أعلى الوادى من اسفله )
وقولها رضوان الله عليها ( لا اهجر الا اسمك ) اكبر دلاله على ان قلبها وحبها كما كان وانما الغيره لفرط المحبه
وها هى منقبه عظيمه تضاف الى مناقبها الغزيره .. فلقد سلم عليها جبريل عليه السلام فيا لها من منزله ساميه
فعن ابن شهاب قال ابو سلمه : ان عائشه رضى الله عنها قالت : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يوماً يا عائشه هذا جبريل يقرئك السلام .. ,فقلت ( اى عائشه رضى الله عنها ) وعليه السلام ورحمة الله وبركاته ترى مالا ارى ( تقصد ان الرسول صلى الله عليه وسلم يرى ما لاتراه هى لهذا راى وسمع سيدنا جبريل عليه السلام ولم تسمعه هى رضى الله عنها ) متفق عليه واخرجه البخارى (3768)
تعالوا نعرف بعضاً عن زهدها رضوان الله عليها
و بداية لقد نشأت عائشه رضى الله عنها فى بيت ابيها الصديق ابو بكر رضى الله عنه فتعلمت الزهد منه ابتداءاً ...
وكيف لا وهو الرجل الذى جعل ماله كله لله ولم يتعلق قلبه لحظه واحده بحطام الدنيا الزائل .
ولما تزوجها رسول الله صلى الله عليه وسلم سيد الزاهدين بلغت عنده درجة الكمال فى الزهد لأنها كانت ترى الزهد فى حياة النبى صلى الله عليه وسلم فى كل لحظه ورات بعينها كيف ترك رسول الله صلى الله عليه وسلم زهرة الحياه الدنيا واختار ما عند الله عز وجل فلقد عرضت الدنيا وما قبلها من مفاتيح وخزائن على النبى صلى الله عليه وسلم فابى ان يقبلها وكره ما ابغض خالقه فان الله زوى الدنيا عن الصالحين اختيارا وبسطها لاعدائه اغتراراً فلا يظن المغرور بها المقتدر عليها انه اكرم بها ؟
ولا ينسى ما صنع الله عز وجل بحبيبه محمداً صلى الله عليه وسلم الذى شد على بطنه الحجر .
فعن ابى هريره رضى الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : لو كان لى مثل أُحد ذهبا لسرنى ان لا تمر على ثلاث ليالى و ما عندى منه شيئ الا شيئ ارصده لدين ,مختصر منهاج القاصدين (ص237-238)
وعن عائشه رضى الله عنها قالت : توفى رسول الله صلى الله عليه وسلم وما فى بيتى من شئ يأكله ذو كبد الا شطر شعير فى رف لى فأكلت منه حتى طال على فكلته ففنى ,البخارى ( 6451).
والحديث معناه ان بيت عائشه رضى الله عنها لم يكن به الا شطر شعير عند وفاة الرسول صلى الله عليه وسلم وكانت امنا الطاهره عائشه رضوان الله عليها تأكل من هذا الشطر فلما طالت الايام وكان لا ينفض كالته (اى مثلما نقول فى ايامنا هذه وزنته) لإستعجابها من كثره مكوثه فلما كالته ووزنته فنى اى لم يبق طويلا .
وعن عبد الله بن مسعود رضى الله عنه قال : نام رسول الله صلى الله عليه وسلم على حصير فقام وقد أثر فى جنبه ( اى ترك اثراً فى جنبه الشريف ) فقلنا : يا رسول الله لو اتخذنا لك وطاءاً فقال صلى الله عليه وسلم : ما لى وما للدنيا ؟؟ ما انا فى الدنيا الا كراكب استظل تحت شجره ثم راح وتركها ,صحيح اخرجه الترمذى (2377).
ولما تعايشت عائشه الطاهره النقيه التقيه رضوان الله عليها بقبلها وجوارحها مع زهد ابيها وبعده زهد زوجها الحبيب صلى الله عليه وسلم كانت حياتها كلها صفحه ناصعه من الزهد فى متاع الدنيا وزينتها واصبح قلبها لا يتطلع الا الى رضوان الله عز وجل وجنته
فعن عروة عن عائشه رضى الله عنها قال : رايتها تقسم سبعين الفا وهى ترقع درعها . الزهد للامام احمد ( ص 205- 206 )
وعن عروه قال( كانت عائشه رضى الله عنها لاتمسك شيئاً مما جاءها من رزق الله تعالى الا تصدقت به ) السمط الثمين ( ص88)
وعن محمد بن المنكدر عن ام ذره وكانت تغشى عائشه رضى الله عنها قالت : بعث اليها ابن الزبير بمال فى غرارتين قالت : اراه ثمانين أو مائه الف ، فدعت بطبق وهى صائمه يومئذ فجلست تقسمه بين الناس فأمست وما عندها من ذلك درهم فلما امست قالت : يا جاريه هلمى فطورى ,فجاءتها بخبز وزيت ,فقالت لها ام ذره : اما استطعتى مما قسمتى اليوم ان تشترى لنا بدرهم لحماً نفطر عليه ؟؟ فقالت ( رضى الله عنها ) : لا تعنفينى لو كنت أذكرتينى لفعلت . راوه ابن سعد فى الطبقات ( 8/46) ورجالة ثقات
وفى روايه لمسلم من حديث عائشه قالت : جاءتنى مسكينه تحمل ابنتين لها فاطعمتها ثلاث تمرات فأعطت كل واحده منهما تمره ورفعت الى فيها تمره لتاكلها فاستطعمتها ابنتاها فشقت التمره التى كانت تريد ان تأكلها بينهما فاعجبنى شأنها فذكرت الذى صنعت لرسول الله صلى الله عليه وسلم فقال ان الله قد اوجب لها بها الجنه او اعتقها بها من النار. مسلم (2630)
فيالها من صفحه غاليه من زهدها تعجز الكلمات عن وصفها بل وتتوارى منها خجلاً وحياءاً لأن الكلمات كلها لو اجتمعت فلن نستطيع ان نعبر بها عن عظمه تلك الصفحه التى سطرتها امنا عائشه رضى الله عنها على جبين التاريخ بسطور من نور
الى هذا الحد انتهى النص المنقول بتصرف من كتاب صحابيات حول الرسول صلى الله عليه وسلم محمود المصرى حفظه الله .
و ارى الا اعلق على النص لسببين اولهما ان النص رائع فعلاً ولا احب ان افسد حلاوته بتعليقى
والسبب الثانى طول الموضوع وانا اخشى على اخوانى واخواتى فى الله من الملل
ولكنى انتظر تعليقاتكم وتحليلكم للنص كما عودتنى اقلامكم الطيبه الرائعه المحبه لنشر الدعوه الى دين الله عز وجل وتصحيح المفاهيم الدينيه حتى نفوز برجمة الرحمن عز وجل والجنه ان شاء الله جميعاً